top of page
Doghmi Nezha

التنافس الاقتصادي في إفريقيا :مسألة بسط نفوذ في المنطقة

Updated: Apr 17, 2020




Photo Creative Commons


قارة تخبطت في كل من حروب أهلية ومجاعات و أ مراض فضلا عن الاستعمار الأوروبي الذي أرهق كاهلها رغم حصولها على الاستقلال. تعد القارة السمراء من اغنى القارات على المستوى الطبيعي حيث تتوفر هذه الأخيرة على مخزون طبيعي متنوع و هائل ,لكن الغنى الطبيعي لم يعد عاملا أساسيا لتحقيق نموا اقتصاديا ,بل أصبح يتطلب غنا بشريا. أترى من المسؤول عن هذا الفقر البشري الذي تعيشه القارة ?أ بسبب الخلفية الاستعمارية أم الحكومات العاجزة عن طرح مشاريع تنموية، أم هناك أسباب خفية أخرى .

لقد تمكن الاستعمار الأوروبي من شل اقتصاد القارة, فرغم المساعدات المادية والتمويلات التي تضخ في شرايين اقتصادها إلا أنهم باؤا بالفشل ,حيث تغلغل الاستنزاف الأوروبي في عروق اقتصادها ,بل حتى بعد حصولها على استقلال تركت أوروبا خلفاء سياسيون يشرفون على مشاريعها الاستنزافية .


في العقد الأخير , بادرت مجموعة من دول شمال إفريقيا ودول الخليج وإسرائيل في إطلاق مشاريع تنموية تشمل الصناعة, الفلاحة ,التجارة والاتصالات على سبيل المثال أشرف العاهل المغربي على فتح فروع بنكية و اتصالات و إبرام اتفاقيات التبادل الحر فيما يخص الفلاحة والصيد البحري ومصادر الطاقة بغية تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي للنهوض باقتصاد أفريقيا. ومن جهة أخرى أبدلت دول الخليج عن رغبتها في إعطاء الضوء الأخضر لمجموعة من المشاريع الفلاحية على رأس القائمة المملكة العربية السعودية التي سارعت في تدشين مشاريع صناعية وفلاحية وتجارية . هذا وقد قامت إسرائيل بمنافسة مجموعة من الدول في مجال الزراعة والماء في القارة لكون هذه الاخيرة لا تتوفر على مساحات أراضي كافية لزراعة .


لقد اشتد التنافس بين الدول لكن, كل هذه المشاريع التنموية وراءها أطماع والهدف ليس خلق اقتصاد قوي بل هي مسألة بسط نفوذ سياسي في المنطقة, إسرائيل ترغب في إغراء الدول الإفريقية من أجل الاعتراف بشرعيتها كدولة, بينما المملكة السعودية تتودد الى القارة السمراء بغية تحقيق أمن غذائي تحسبا لأي حرب والبحث عن مصدر غذائي يؤمنها لكونها دولة صناعية وترغب في تنويع اقتصادها ,وأخيرا المملكة المغربية تسعى هي الأخرى في كسب أصوات دول إفريقية في الاتحاد الأفريقي من أجل تصويت على أحقية المغرب في ضم الصحراء كجزء من تراب المملكة.


. الصراع من أجل غزو أفريقيا ليس من أجل تحقيق نمو اقتصادي ,بل هو مسألة نفوذ سياسي وأفريقيا ستكون هي وجهة الدولة المتنافسة بعد دول المشرق العربي والشرق الأوسط وهذا سيرسم خريطة أفريقيا سياسيا بعيدة عن الاستعمار الأوروبي المباشر

32 views0 comments

Comments


bottom of page